في عالم المال الحديث ظهرت عدة مصطلحات اقتصادية جديدة تسببت في إرباك من هو جديد في عالم التداول في البورصة، فبعضها يؤثر بشكل مباشر على الربح والخسارة، من أهم هذه المصطلحات هي التبييت؛ وهو الاسم الذي يُطلق على العمليات التي تبقى مفتوحة لليوم التالي، وقد يُطبق رسوم على هذه العملية تسمى رسوم التبييت، سواء كنت تتداول من خلال منصة، أو تمتلك حساب تداول إسلامي في إحدى شركات الوساطة المالية؛ فيجب عليك الفهم الجيد لمعنى التبييت في البورصة؛ حتى تتمكن من اتخاذ القرارات الصحيحة عند التداول.

 ما معنى التبييت في البورصة؟

يُقصد بمصطلح التبييت في البورصة هو إبقاء عملية التداول مفتوحة إلى ما بعد وقت إغلاق البورصة اليومي، وبالتالي ترحيل الصفقة ليوم العمل التالي، ويتم احتساب رسوم لهذه العملية تُسمى رسوم التبييت أو فائدة التبييت وهي التكلفة المالية التي تتيح للمتداول إبقاء صفقته مفتوحة أثناء غلق جلسة البورصة وحتى افتتاح يوم عمل جديد، تُغلق البورصة في تمام الساعة الخامسة مساءاً بتوقيت نيويورك فيبدأ احتساب الرسوم للتبييت. 

كيف يتم احتساب رسوم التبييت؟

يعتمد احتساب رسوم التبييت في البورصة أو Swap fees على عدة عوامل فنية ومالية؛ فتقوم شركات الوساطة المالية بتحديد الرسوم بناءاً على هذه العوامل:

  1. سعر الفائدة: من المعلوم أن التداول يتم على شكل أزواج من العملات، وإذا قام المتداول بشراء عملة ذات فائدة كبيرة وبيع عملة بفائدة أقل فإنه يحصل على ربح يُضاف لرصيده، أما إذا تم العكس واشترى عملة فائدتها قليلة مقابل عملة فائدتها مرتفعة فإنه يُخصم منه فرق الفائدة وهو ما يسمى رسوم التبييت.
  2. نوع الصفقة: حيث أن رسوم التبييت تختلف بين البيع والشراء.
  3. الوسيط المالي: حيث تقوم شركات الوساطة المالية بإضافة هامش ربح للوسيط وقد تُسميه رسوماً إدارية والتي تختلف من شركة لأخرى.
  4. يوم التبييت: يمكن أن يختلف رسم التبييت باختلاف يوم التداول؛ فمثلاً يوم الأربعاء رسوم التبييت تتضاعف فيه لثلاثة أضعاف لأنه يليه عطلة نهاية الأسبوع.

لذلك فإن فهم المتداول لعملية التبييت وكيفية احتساب الرسوم جيداً قد يُجنبه دفع رسوم إضافية أو خسارته في التداول.

 ما الفارق بين الحسابات التي تتضمن رسوم تبييت والتي تخلو منها؟

تختلف حسابات التداول باختلاف سياسة شركة الوساطة المالية واحتياجات المتداول، أشهر هذه الأنواع هي:

  1. الحساب التقليدي Standard account:  في هذا الحساب يتم فرض رسوم يومية على كل صفقة تظل مفتوحة بعد إغلاق سوق الفوركس، وتختلف هذه الرسوم باختلاف معدل الفائدة ونوع الصفقة واختلاف الأداة المالية، تعلن كل شركة وساطة مالية عن رسوم التبييت التي تقوم بتحصيلها بكل شفافية، ولكن قد تكون هذه الحسابات غير ملائمة لمن يرغب في التداول طبقاً لأحكام الشريعة الإسلامية.
  2. الحساب الإسلامي الخالي من رسوم التبييت Swap-free account:  قامت شركات الوساطة المالية بطرح هذا النوع من الحسابات المعفية من الرسوم التقليدية للتبييت بناءاً على طلب الكثير من المتداولين المسلمين، حيث تقوم شركات الوساطة المالية بإعفاء المتداول من دفع أي فائدة مترتبة على إبقاء الصفقة مفتوحة لتكون مناسبة لمن يرغب في تداول متوافق مع مبادئ الشريعة الإسلامية، ولكن يجب الانتباه إلى أن بعض شركات الوساطة تلجأ إلى فرض رسوم بديلة قد تطلق عليها رسوما إدارية بعد مرور عدة أيام على الصفقة لتعويض إلغاء رسوم التبييت؛ وهذه الرسوم تكون محل شك شرعي إذا لم ترتبط بخدمات فعلية تقدمها هذه الشركات.

لذا يجب على المتداول معرفة الفرق بين الحسابات وفهم الفرق بينهم وفهم حقيقة الرسوم التي تفرضها الشركات وسببها ليخرج من دائرة الشك الشرعي. 

ومن الجدير بالذكر أن منصة فايبر للتداول توفر أنواع عديدة من حسابات التداول التي تناسب كافة متطلبات المتداولين، وتوفر تحليلات دقيقة للسوق المصرفي لتمكنك من اتخاذ القرار الصحيح.

ما حكم رسوم التبييت في الشريعة الإسلامية

يعتبر حكم رسوم التبيت في الشريعة الإسلامية أحد أهم المواضيع الشائكة التي تثير الجدل بين المتداولين المسلمين؛ وذلك بسبب ارتباط رسوم التبييت بالفائدة وهي التي نهى عنها الإسلام واعتبرها أحد أشكال الربا المحرم، لذلك فإن أي رسوم تُحصل مقابل بقاء الصفقة مفتوحة لليوم التداولي التالي وغير مرتبطة بأي خدمة حقيقية هي محرمة؛ لأنها تتشابه في أصلها مع القرض بفائدة مما يضعها تحت حكم الربا.

ومن هنا فإن أي رسوم التبييت التقليدية التي تُحصل على أساس فرق الفائدة بين العملات تدخل تحت حكم الربا، وقد اتفق مع هذا الرأي هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية ( AAOIFI) والتي أقرت أن أي زيادة مشروطة عن المبلغ الأصلي للصفقة يعتبر ربا. 

وهذه آراء بعض العلماء:

  • الشيخ عبد الله بن منيع، عضو هيئة كبار العلماء، أشار إلى أن رسوم التبييت أو عمولات التبييت التي تُحتسب نتيجة تأخير التسوية المالية مقابل فائدة، تدخل في باب الربا.
  • دار الإفتاء المصرية، أوضحت في فتاوى متعددة أن أي زيادة مشروطة على المبلغ الأصلي، نتيجة تأخير أو مهل زمنية، تعتبر من الربا الواضح.

أما الحسابات الإسلامية والتي وُجدت لتجنب الوقوع في الربا المحرم، فقد تحفظ بعض العلماء عليها؛ وذلك إذا تضمنت رسوما إدارية مشروطة بزمن بقاء الصفقة مفتوحة أو حجم الصفقة وغير مرتبطة بخدمة فعلية مقدمة من الشركة المستفيدة من هذه الرسوم فتتحول من مجرد رسوم إدارية إلى غطاء للفائدة الربوية و عمولات التبييت.

لذلك تنصح الهيئات الإسلامية المتداولين المسلمين بضرورة تحري سياسات شركات الوساطة المالية والابتعاد عن أي تداول يشوبه شك أو شبهة ربوية؛ فهناك بعض الشركات تسوق حسابات إسلامية مجاناً ولكن تكون هناك رسوم خفية كعمولة التبييت أو فروقات سعرية مبالغ بها؛ لذلك يجب التحري بدقة عن هذه الشركات وما تقدمه من عروض.

 هل يمكن تجنب رسوم التبييت في التداول؟

نعم يمكن تجنب رسوم التبييت في التداول بطريقة مشروعة ومباحة ليتفق المتداول مع أحكام الشريعة وقد يتبعها متداولون أخرون بغرض تقليل تكاليف التداول والتبييت خصوصاً في المعاملات التي تستخدم ما يسمى بالرافعة المالية، ومن أبرز طرق تجنب رسوم التبييت:

  1. إغلاق الصفقة قبل نهاية إغلاق البورصة والتداول وبالتالي تفادي تطبيق رسوم التبييت، وذلك يكون قبل الساعة الخامسة مساءا بتوقيت نيويورك، تُسمى هذه الطريقة بالتداول اليومي وهي أكثر الطرق لتفادي الرسوم الإضافية أماناً.
  2. استخدام حساب تداول إسلامي لا تفرض فيه رسوم التبييت، ومن الضروري التأكد من سياسة شركة الوساطة وعدم فرضها رسوما أخرى تحت أي مسمى كرسوم إدارية، أو عمولة التبييت.
  3. القيام بالتداول باستخدام أدوات مالية خالية من التبييت: مثل التداول في العملات الرقمية والتي لا تخضع لنظام التبييت.
  4. التعامل مع شركة وساطة مالية تقدم تداول بدون تبييت لفترة محددة، أو تضع عمولة تبييت ضعيفة مثل منصة فايبر للتداول.
  5. الاستفادة من استراتيجيات التداول قصيرة الأجل: مثل التداول اليومي أو اللحظي.

 نصائح ختامية للمتداول المسلم

في عالم المال والتداول، لا تكتفي بتعلم تحليل الرسوم البيانية وتحليل الأسواق، بل يجب فهم ودراسة كل ما يتعلق بمعاملتك المالية والذي يمكن أن يؤثر على ربحك أو يضعك تحت حكم الربا المحرم، فكما وضحنا أن الرسوم التي تفرض نتيجة التبييت على حسب نوع الصفقة ومعدل الفائدة تعتبر من الربا.

النجاح في التداول ليس فقط عند تحقيق الأرباح؛ ولكن باتخاذ قرارات مالية تبعدك عن دائرة شبهة الربا.

لذلك فإن الحرص على فتح حساب إسلامي خال من رسوم التبييت أو عملات التبييت واستخدام استراتيجيات التداول قصيرة الأجل هو أكثر الطرق أمناً، كذلك اختيار شركة وساطة تلتزم بالمصداقية من الأمور الهامة لتجنب الوقوع في شبهة الربا.

دائماً تداول بوعي وفهم لكل الأساسيات وراجع سياسات شركة الوساطة التي تتعامل معها واحرص على تحري الربح الحلال.



Tags:

FIPER CTRADER

Trade with over 1000 instruments anywhere and anytime. CFDs on Forex, Shares, Indices, commodities, Metals and Energy


site icon