في الأسواق المالية سريعة التقلب، يعد فهم حركة الأسعار جوهريًا للمتداولين والمستثمرين على حد سواء، من بين المفاهيم الأساسية التي تشكل عماد التحليل الفني، يبرز الارتداد كظاهرة محورية يمكن أن تقدم فرصًا قيمة أو تؤدي إلى مخاطر إذا لم تفهم جيدًا، لهذا يعرف الارتداد بأنه هو تصحيح مؤقت في اتجاه السعر، يعاكس الاتجاه العام، ثم يعود السعر ليسير في نفس التوجه الأصلي، تابع معنا للتعرف أكثر على الارتداد في الأسواق المالية.

ما هو الارتداد في الأسواق المالية؟

الارتداد هو حركة سعرية تصحيحية تحدث ضد الاتجاه الرئيسي للسوق، ولكنها مؤقتة. فمثلاً، في ترند صاعد، قد يشهد السعر هبوطًا طفيفًا يسمى ارتدادًا، قبل أن يستأنف صعوده. هذا يختلف عن الانعكاس الكامل الذي يمثل تحولًا دائمًا في الاتجاه، حيث يتحول الترند الصاعد إلى ترند هابط بشكل مستمر، أو العكس. 

خلاصة القول الارتداد هو جزء طبيعي من ديناميكية السوق ويعكس دورات الشراء والبيع قصيرة المدى ضمن اتجاه أوسع.

من الضروري التمييز بين الارتداد والانعكاس. فالارتداد مجرد انحراف قصير الأجل، بينما يشير الانعكاس إلى تغيير كامل في الاتجاه، غالبًا ما يتطلب كسر مستويات دعم أو مقاومة رئيسية. إن إدراك هذا الفرق الدقيق يمكن أن يكون الفارق بين صفقة ناجحة وخسارة غير متوقعة. لذلك فهم الارتداد لا يمنح المضاربين القدرة على تحسين توقيت دخولهم وخروجهم فحسب، بل يوفر للمستثمرين رؤى لتعزيز مراكزهم أو حماية أرباحهم داخل الأسواق المالية.

مثال عملي: تخيل سهمًا في ترند صاعد مستمر، يصل سعره إلى 100 دولار. بعد فترة، ومع قيام بعض المتداولين بجني الأرباح، قد ينخفض السعر إلى 95 دولارًا. إذا استأنف السهم صعوده بعدها إلى 105 دولارات، فإن هذا الانخفاض المؤقت من 100 إلى 95 دولارًا يُعد ارتدادًا. أما لو استمر السهم في الهبوط وكسر مستويات دعم رئيسية ليواصل الانخفاض، فذلك سيكون انعكاسًا.

الأسباب الشائعة لحدوث الارتداد

تحدث الارتدادات لأسباب متعددة، تعكس ديناميكيات السوق الطبيعية:

  • جني الأرباح: بعد ارتفاعات قوية ومستمرة، يميل المتداولون والمستثمرون إلى بيع جزء من مراكزهم لتحقيق الأرباح، مما يتسبب في ضغط بيع مؤقت يؤدي إلى ارتداد.
  • أخبار قصيرة المدى: قد تؤثر الأخبار الاقتصادية العاجلة أو التقارير الخاصة بالشركات على معنويات السوق لفترة وجيزة، مما يدفع السعر للارتداد قبل أن تستعيد المعنويات الأساسية للاتجاه سيطرتها.
  • مناطق المقاومة/الدعم المؤقتة: عند وصول السعر إلى مستويات مقاومة سابقة (في ترند صاعد) أو مستويات دعم (في ترند هابط)، قد يجد صعوبة في اختراقها فورًا، مما يتسبب في ارتداد مؤقت قبل محاولة الاختراق مرة أخرى أو العودة للاتجاه.
  • تدخلات السوق: أحيانًا يمكن أن تؤدي تدخلات غير متوقعة من البنوك المركزية، أو صدور بيانات اقتصادية كبرى سريعة، إلى حركات سعرية مؤقتة تعاكس الاتجاه، ثم يتلاشى تأثيرها ويعود السعر لمساره.

 أدوات تحليل الارتداد

تساعد أدوات التحليل الفني المتداولين في تحديد مستويات الارتداد المحتملة:

 مستويات فيبوناتشي الارتداد 

تعد مستويات نسب فيبوناتشي من أقوى الأدوات لتحديد نقاط الارتداد المحتملة. تعتمد على فكرة أن الأسواق غالبًا ما ترتد إلى نسب معينة من حركتها السابقة. المستويات الأساسية هي:

  • 23.6%:ارتداد سطحي.38.2
  • %:مستوى شائع للارتداد.50%:غالبًا ما يكون نقطة ارتداد قوية تعكس توازن القوى بين المشترين والبائعين. 
  • 61.8%:يعتبر مستوى ذهبي للارتداد، ويشير إلى ارتداد أعمق.

أمثلة تطبيقية لفهم مستويات فيبوناتشي:

على الأسهم: إذا صعد سهم من 100 دولار إلى 150 دولارًا (ارتفاع 50 دولارًا)، فإن ارتدادًا بنسبة 50% سيعني انخفاضًا بمقدار 25 دولارًا (من 150 إلى 125 دولارًا) قبل معاودة الصعود.

على العملات الرقمية: في زوج عملات EUR/USD يرتفع من 1.1000 إلى 1.1200، فإن ارتدادًا بنسبة 38.2% سيعني تراجعًا بمقدار 76.4 نقطة (0.00764)، وصولاً إلى حوالي 1.11236.

خطوط الاتجاه 

تستخدم خطوط الاتجاه لتحديد نقاط الانعكاس الجزئي أو الارتداد. في الترند الصاعد، يتم رسم خط اتجاه يربط بين القيعان الصاعدة. عندما يلامس السعر هذا الخط ويرتد منه للأعلى، فهذه إشارة ارتداد وتأكيد للاتجاه. والعكس صحيح في الترند الهابط.

مؤشرات الزخم

تساعد مؤشرات الزخم في قياس سرعة وقوة حركة السعر، مما يوفر إشارات مبكرة للارتدادات المحتملة: 

  • RSI(مؤشر القوة النسبية): يشير إلى ما إذا كان الأصل في منطقة ذروة الشراء (فوق 70) أو ذروة البيع (أقل من 30). في ترند صاعد، قد يشير وصول RSI إلى ذروة الشراء ثم تراجعه إلى ارتداد هابط مؤقت قبل استئناف الصعود.
  •  Stochastic Oscillator: يعمل بشكل مشابه للـ RSI، ويقيس موقع سعر الإغلاق بالنسبة لنطاق سعري معين. إشارات التقاطع في مناطق ذروة الشراء/البيع يمكن أن تشير إلى ارتداد وشيك. 
  • Bollinger Bands: تتكون من متوسط متحرك بسيط في المنتصف ونطاقين علوي وسفلي. عندما يلامس السعر النطاق العلوي (في ترند صاعد) ويتحرك للداخل، قد يشير ذلك إلى ارتداد قصير نحو المتوسط المتحرك.

    ادوات تحليل الارتداد

استراتيجيات تداول الارتداد

تعتمد استراتيجيات الارتداد على فكرة "الشراء عند الانخفاضات" في الترندات الصاعدة و"البيع عند الارتفاعات" في الترندات الهابطة.

 استراتيجية ارتداد فيبوناتشي

تعد هذه الاستراتيجية من الأكثر شيوعاً، ويتم ذلك بالخطوات التالية:

  • كيفية الدخول: في ترند صاعد، يتم تحديد حركة صعود رئيسية. عندما يبدأ السعر في التراجع (الارتداد)، ينتظر المتداولون وصول السعر إلى مستويات فيبوناتشي الرئيسية (خاصة 38.2%، 50%، أو 61.8%)، مع وجود إشارة فنية أخرى (مثل شمعة ارتدادية أو تقاطع مؤشر) لتأكيد الدخول.
  • وقف الخسارة : يوضع وقف الخسارة عادة أسفل مستوى فيبوناتشي التالي أو أسفل القاع الذي بدأ منه الارتداد لتجنب الخسائر إذا تحول الارتداد إلى انعكاس.
  • أهداف الربح: تحدد أهداف الربح عند مستويات فيبوناتشي الامتدادية (مثل 123.6%، 161.8%) أو عند مستويات مقاومة سابقة.

استراتيجية الانحراف المتوسط 

تعتمد هذه الاستراتيجية على الافتراض بأن السعر يميل دومًا إلى العودة إلى متوسطاته التاريخية.

كيفية التطبيق: يستخدم المتداولون مؤشرات مثل المتوسطات المتحركة أو البولينجر باندز. فمثلاً، إذا ارتفع السعر بشكل كبير وابتعد عن المتوسط المتحرك لمدة 50 يومًا، تتوقع الاستراتيجية أن يرتد السعر نحو هذا المتوسط. يتم الدخول عندما يعود السعر ليلامس المتوسط المتحرك مع إشارة تأكيد.

ارتداد من مناطق العرض والطلب

تعتمد هذه الاستراتيجية على تحديد مناطق تاريخية قوية يتجمع فيها المشترون (مناطق الطلب) أو البائعون (مناطق العرض).

ويتم ذلك عندما يصل السعر إلى منطقة طلب قوية (حيث ارتد السعر صعودًا من قبل)، ينتظر المتداولون إشارات ارتداد صعودية لدخول صفقة شراء. والعكس صحيح عند مناطق العرض.

إدارة المخاطر عند تداول الارتداد

إدارة المخاطر حاسمة في استراتيجيات الارتداد، نظرًا لاحتمالية تحول الارتداد إلى انعكاس كامل:

  • تحديد وقف الخسارة بذكاء: يجب وضع وقف الخسارة دائمًا أسفل نقطة الدخول (للشراء) أو فوقها (للبيع) بمسافة كافية تتماشى مع عمق الارتداد المتوقع، ولكن ليس بعيدًا جدًا لتجنب خسائر كبيرة. استخدام مستويات الدعم والمقاومة أو مستويات فيبوناتشي يمكن أن يساعد في تحديد أفضل موقع لوقف الخسارة.
  • أهمية حجم الصفقة: يجب أن يتناسب حجم الصفقة مع حجم رأس المال والمخاطرة المحتملة. لا تخاطر أبدًا بأكثر من 1-2% من رأس مالك في صفقة واحدة.
  • متى تتخلى عن الصفقة: إذا لم يتحقق الارتداد المتوقع وبدأ السعر في كسر مستويات دعم/مقاومة رئيسية، أو إذا ظهرت إشارات انعكاس واضحة (ككسر خط الاتجاه الرئيسي)، يجب الخروج من الصفقة سريعًا لتقليل الخسائر.

    ادارة المخاطر عند تداول الارتداد

أخطاء شائعة يجب تجنبها من قبل المتداولين

لتجنب الخسائر، يجب على المتداولين الانتباه إلى هذه الأخطاء:

  • الخلط بين الارتداد والانعكاس الكامل: هذا هو الخطأ الأكثر شيوعًا وخطورة. يؤدي إلى التمسك بصفقة خاسرة على أمل ارتداد لن يحدث.
  • الاعتماد على أداة واحدة دون تأكيدات: لا تعتمد على مؤشر واحد فقط. دائمًا ما يجب استخدام عدة أدوات (مثل فيبوناتشي وخطوط الاتجاه ومؤشرات الزخم) لتأكيد إشارات الارتداد.
  • الدخول المبكر دون إشارات فنية واضحة: الصبر ضروري. انتظار إشارات التأكيد (مثل إغلاق شمعة ارتدادية) قبل الدخول يمكن أن يقلل من الصفقات الخاسرة.

منصة فايبر: بوابتك لفرص الارتداد المذهلة

عندما يتعلق الأمر بتحويل فهمك لـ "الارتدادات" إلى استراتيجيات تداول مربحة، فإن اختيار المنصة المناسبة أمر بالغ الأهمية. توفر منصة فايبر للمتداولين بيئة تداول متكاملة تجمع بين الأدوات التحليلية المتقدمة وواجهة المستخدم البديهية، مما يجعلها الخيار الأمثل لاستغلال فرص الارتداد في الأسواق المالية. 

مع فايبر، يمكنك الوصول بسهولة إلى أدوات فيبوناتشي، وخطوط الاتجاه، ومؤشرات الزخم، بالإضافة إلى بيانات السوق في الوقت الفعلي، لتدقيق تحليلاتك واتخاذ قرارات مستنيرة.

 سواء كنت تسعى لتطبيق استراتيجيات الانحراف المتوسط أو تداول الكتروني لاختراق الارتداد، فإن فايبر تمنحك القوة والمرونة لتنفيذ صفقاتك بثقة وكفاءة. افتح حساب تداول حقيقي واكتشف اليوم كيف يمكن لفايبر أن تكون شريكك الأمثل في رحلتك نحو تداول الارتدادات بذكاء.

ختاماً، يعد فهم الارتداد والقدرة على التمييز بينه وبين الانعكاسات أمرًا بالغ الأهمية لأي شخص يسعى للنجاح في الأسواق المالية، تذكر دائمًا أن السوق يتطور باستمرار، والممارسة المستمرة والتكيف هما مفتاح إتقان فن تداول الارتدادات لذا؛ افتح حساب تجريبي الآن للتدريب على التداول الصحيحة.

الأسئلة الشائعة FAQs حول الارتداد

ما معنى الارتداد في الأسهم؟

يعني الارتداد ضمن سياق فلسفة الشراء بسعر منخفض والبيع بسعر مرتفع أنه يحمل بشرى خير للمتداولين. تحدد التقلبات الأساسية للأصل مدى ابتعاده عن متوسط سعره، سواء بالارتفاع أو الانخفاض. النقطة المحورية لمتداول متوسط الانحراف هي أن سعر الأصل يظل مقيدًا بمتوسطه وسيعود إليه دائمًا بعد أي تحركات سعرية كبيرة، سواء كانت ارتفاعات أو انخفاضات حادة.

كيف يكون الارتداد؟

ينص قانون الارتداد الجديد على وجوب ترك ارتداد من جهة واحدة فقط (اليمين أو اليسار أو الخلف)، حسب الاختيار. تحدد نسبة هذا الارتداد بسدس عرض الشارع إذا كان فرعيًا، بينما تصبح خمس عرض الشارع للشارع الرئيسي فقط. يطبق هذا الارتداد على الطابق الأرضي دون أن يشمل الدور العلوي.

ما هو معدل الارتداد في التداول؟

شراء الارتداد هو استراتيجية تداول تركز على شراء أصل مالي عندما ينخفض سعره نحو مستوى دعم مهم. يهدف المتداولون الذين يطبقون هذه الاستراتيجية إلى الاستفادة من تصحيح قصير الأجل أو ارتداد السعر للأعلى من مستوى الدعم المحدد.



Tags: USD CAD CHF AUD NZD XAUUSD

FIPER CTRADER

تداول أكثر من 1000 أداة في أي مكان وفي أي وقت. العقود مقابل الفروقات , الفوركس ,الأسهم ,المؤشرات والسلع والمعادن وكل منجات الطاقة


site icon